40 - { فعسى ربي أن يؤتين خيرا من جنتك } هذا جواب الشرط : أي إن ترني أفقر منك فأنا أرجو أن يرزقني الله سبحانه جنة خيرا من جنتك في الدنيا أو في الآخرة أو فيهما { ويرسل عليها حسبانا } أي ويرسل على جنتك حسبانا والحسبان مصدر بمعنى الحساب كالغفران : أي مقدارا قدره الله عليها ووقع في حسابه سبحانه وهو الحكم بتخريبها قال الزجاج : الحسبان من الحساب : أي يرسل عليها عذاب الحساب وهو حساب ما كسبت يداك وقال الأخفش : حسبانا : أي مرامي { من السماء } واحدها حسبانة وكذا قال أبو عبيدة والقتيبي وقال ابن الأعرابي : الحسبانة السحابة والحسبانة الوسادة والحسبانة الصاعقة وقال النضر بن شميل : الحسبان سهام يرمي بها الرجل في جوف قصبة تنزع في قوس ثم يرمي بعشرين منها دفعة والمعنى : يرسل عليها مرامي من عذابه : إما برد وإما حجارة أو غيرهما مما يشاء من أنواع العذاب ومنه قول أبي زياد الكلابي : .
( أصاب الأرض حسبان ) .
أي جراد { فتصبح صعيدا زلقا } أي فتصبح جنة الكافر بعد إرسال الله سبحانه عليها حسبانا صعيدا أي أرضا لا نبات بها وقد تقدم تحقيقه زلقا : أي تزلق فيها الأقدام لملاستها يقال مكان زلق بالتحريك : أي دحض وهو في الأصل مصدر قولك زلقت رجله تزلق زلقا وأزلقها غيره والمزلقة الموضع الذي لا يثبت عليه قدم وكذا الزلاقة وصف الصعيد بالمصدر مبالغة أو أريد به المفعول