44 - { هنالك الولاية لله الحق } قرأ أبو عمرو والكسائي { الحق } بالرفع نعتا للولاية وقرأ أهل المدينة وأهل مكة وعاصم وحمزة { الحق } بالجر نعتا لله سبحانه قال الزجاج : ويجوز النصب على المصدر والتوكيد كما تقول هذا لك حقا وقرأ الأعمش وحمزة والكسائي { الولاية } بكسر الواو وقرأ الباقون بفتحها وهما لغتان بمعنى والمعنى هنالك : أي في ذلك المقام النصرة لله وحده لا يقدر عليها غيره وقيل هو على التقديم والتأخير : أي الولاية لله الحق هنالك { هو خير ثوابا وخير عقبا } أي هو سبحانه خير ثوابا لأوليائه في الدنيا والآخرة { وخير عقبا } أي عاقبة قرأ الأعمش وعاصم وحمزة { عقبا } بسكون القاف وقرأ الباقون بضمها وهما بمعنى واحد : أي هو خير عاقبة لمن رجاه وآمن به قال هذا عاقبة أمر فلان وعقباه : أي أخراه .
وقد أخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله : { جعلنا لأحدهما جنتين } قال : الجنة هي البستان فكان له بستان واحد وجدار واحد وكان بينهما نهر فلذلك كانا جنتين ولذلك سماه جنة من قبل الجدار الذي عليها وأخرج ابن أبي حاتم عن يحيى بن أبي عمرو الشيباني قال : نهر أبي قرطس نهر الجنتين قال ابن أبي حاتم : وهو نهر مشهور بالرملة وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس { ولم تظلم منه شيئا } قال : لم تنقص كل شجر الجنة أطعم وأخرج ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عنه { وكان له ثمر } يقول مال وأخرج أبو عبيد وابن جرير ابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة قال : قرأها ابن عباس { وكان له ثمر } بالضم وقال : هي أنواع المال وأخرج ابن أبي شيبة ابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد { وكان له ثمر } قال : ذهب وفضة وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة { وهو ظالم لنفسه } يقول : كفور لنعمة ربه وأخرج ابن أبي حاتم عن أسماء بنت عميس قالت : علمني رسول الله A كلمات أقولهن عند الكرب الله الله ربي لا أشرك به شيئا وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن يحيى بن سليم الطائفي عمن ذكره قال : [ طلب موسى من ربه حاجة فأبطأت عليه فقال : ما شاء الله فإذا حاجته بين يديه فقال : يا رب إني أطلب حاجتي منذ كذا وكذا أعطيتها الآن فأوحى الله إليه : يا موسى أما علمت أن قولك ما شاء الله أنجح ما طلبت به الحوائج ] وأخرج أبو يعلى وابن مردويه والبيهقي في الشعب عن أنس قال : قال رسول الله A : [ ما أنعم الله على عبد نعمة في أهل أو مال أو ولد فيقول ما شاء الله لا قوة إلا بالله إلا دفع الله عنه كل آفة حتى تأتيه منيته وقرأ { ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله } ] وفي إسناده عيسى بن عون عن عبد الملك بن زرارة عن أنس قال أبو الفتح الأزدي : عيسى بن عون عن عبد الملك بن زرارة عن أنس لا يصح حديثه وأخرج ابن أبي حاتم من وجه آخر عن أنس نحوه موقوفا وأخرج البيهقي في الشعب عنه نحوه مرفوعا وأخرج أحمد من حديث أبي هريرة قال : قال لي نبي الله A : [ ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة تحت العرش ؟ قلت نعم قال : أن تقول لا قوة إلا بالله ] وقد ثبت في الصحيح من حديث أبي موسى أن النبي A قال له : [ ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة ؟ لا حول ولا قوة إلا بالله ] وقد وردت أحاديث وآثار عن السلف في فضل هذه الكلمة وأخرج ابن جرير ابن المنذر عن ابن عباس في قوله : { فتصبح صعيدا زلقا } قال : مثل الجرز وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله : { حسبانا من السماء } قال : عذابا فتصبح صعيدا زلقا : أي قد حصد ما فيها فلم يترك فيها شيء { أو يصبح ماؤها غورا } أي ذاهبا قد غار في الأرض { وأحيط بثمره فأصبح يقلب كفيه } قال : يصفق { على ما أنفق فيها } متلهفا على ما فاته