ثم بين له الباعث على هذه النصائح فقال : 45 - { يا أبت إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن } قال الفراء : معنى أخاف هنا أعلم وقال الأكثرون : إن الخوف هنا محمول على ظاهره لأن إبراهيم غير جازم بموت أبيه على الكفر إذ لو كان جازما بذلك لم يشتغل بنصحه ومعنى الخوف على الغير : هو أن يظن وصول الضرر إلى ذلك الغير { فتكون للشيطان وليا } أي إنك إذا أطعت الشيطان كنت معه في النار واللعنة فتكون بهذا السبب مواليا أو تكون بسبب موالاته في العذاب معه وليس هناك ولاية حقيقية لقوله سبحانه : { الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو } وقيل الولي بمعنى التالي وقيل الولي بمعنى القريب : أي تكون للشيطان قريبا منه في النار