ولما مدح هؤلاء الأنبياء بهذه الأوصاف ترغيبا لغيرهم في الاقتداء بهم وسلوك طريقتهم ذكر أضدادهم تنفيرا للناس عن طريقتهم فقال : 59 - { فخلف من بعدهم خلف } أي عقب سوء قال أهل اللغة : يقال لعقب الخير خلف بفتح اللام ولعقب الشر خلف بسكون اللام وقد قدمنا الكلام على هذا في آخر الأعراف { أضاعوا الصلاة } قال الأكثر : معنى ذلك أنهم أخروها عن وقتها وقيل أضاعوا الوقت وقيل كفروا بها وجحدوا وجوبها وقيل لم يأتوا بها على الوجه المشروع والظاهر أن من أخر الصلاة عن وقتها أو ترك فرضا من فروضها أو شرطا من شروطها أو ركنا من أركانها فقد أضاعها ويدخل تحت الإضاعة من تركها بالمرة أو جحدها دخولا أوليا .
واختلفوا فيمن نزلت هذه الآية ؟ فقيل في اليهود وقيل في النصارى وقيل في قوم من أمة محمد A يأتون في آخر الزمان ومعنى { واتبعوا الشهوات } أي فعلوا ما تشتهيه أنفسهم وترغب إليه من المحرمات كشرب الخمر والزنا { فسوف يلقون غيا } الغي هو الشر عند أهل اللغة كما أن الخير هو الرشاد والمعنى : أنهم سيلقون شرا لا خيرا وقيل الغي الضلال وقيل الخيبة وقيل هو اسم واد في جهنم وقيل في الكلام حذف والتقدير : سيلقون جزاء الغي كذا قال الزجاج ومثله قوله سبحانه : { يلق أثاما } أي جزاء أثام