18 - { قال هي عصاي } قرأ ابن أبي إسحاق عصي على لغة هذيل وقرأ الحسن عصاي بكسر الياء لالتقاء الساكنين { أتوكأ عليها } أي أتحامل عليها في المشي وأعتمدها عند الإعياء والوقوف ومنه الاتكاء { وأهش بها على غنمي } هش بالعصا يهش هشا : إذا خبط بها الشجر ليسقط منه الورق قال الشاعر : .
( أهش بالعصا على أغنامي ... من ناعم الأوراك والسنام ) .
وقرأ النخعي أهس بالسين المهملة وهو زجر الغنم وكذا قرأ عكرمة وقيل هما لغتان لمعنى واحد { ولي فيها مآرب أخرى } أي حوائج واحدها مأربة ومأربة ومأربة مثلث الراء كذا قال ابن الأعرابي وقطرب ذكر تفصيل منافع العصا ثم عقبه بالإجمال وقد تعرض قوم لتعداد منافع العصا فذكروا من ذلك أشياء : منها قول بعض العرب : عصاي أركزها لصلاتي وأعدها لعداتي وأسوق بها دابتي وأقوى بها على سفري وأعتمد بها في مشيتي ليتسع خطوي وأثب بها النهر وتؤمنني العثر وألقي عليها كسائي فتقيني الحر وتدفيني من القر وتدني إلي ما بعد مني وهي تحمل سفرتي وعلاقة إداوتي أعصي بها عند الضراب وأقرع بها الأبواب وأقي بها عقور الكلاب وتنوب عن الرمح في الطعان وعن السيف عند منازلة الأقران ورثتها عن أبي وأورثها بعدي بني انتهى .
وقد وقفت على مصنف في مجلد لطيف في منافع العصا لبعض المتأخرين وذكر فيه أخبارا وأشعارا وفوائد لطيفة ونكتا رشيقة وقد جمع الله سبحانه لموسى في عصاه من البراهين العظام والآيات الجسام ما أمن به مون كيد السحرة ومعرة المعاندين واتخذها سليمان لخطبته وموعظته وطول صلاته وكان ابن مسعود صاحب عصا النبي A وعنزته وكان يخطب بالقضيب وكذلك الخلفاء من بعده وكان عادة العرب العرباء أخذ العصا والاعتماد عليها عند الكلام وفي المحافل والخطب