قوله : 71 - { قال آمنتم له } يقال آمن له وآمن به فمن الأول قوله : { فآمن له لوط } ومن الثاني قوله في الأعراف : { آمنتم به قبل أن آذن لكم } وقيل إن الفعل هنا متضمن معنى الاتباع وقرئ على الاستفهام التوبيخي : أي كيف آمنتم به من غير إذن مني لكم بذلك { إنه لكبيركم الذي علمكم السحر } أي إن موسى لكبيركم : أي أسحركم وأعلاكم درجة في صناعة السحر أو معلمكم وأستاذكم كما يدل عليه قوله : { الذي علمكم السحر } قال الكسائي : الصبي بالحجاز إذا جاء من عند معلمه قال : جئت من عند كبيري وقال محمد بن إسحاق : إنه لغظيم السحر قال الواحدي : والكبير في اللغة الرئيس ولهذا يقال للمعلم الكبير أراد فرعون بهذا القول أن يدخل الشبهة على الناس حتى لا يؤمنوا وإلا فقد علم أنهم لم يتعلموا من موسى ولا كان رئيسا لهم ولا بينه وبينهم مواصلة { فلأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف } أي والله لأفعلن بكم ذلك والتقطيع للأيدي والأرجل من خلاف هو قطع اليد اليمنى والرجل اليسرى ومن للابتداء { ولأصلبنكم في جذوع النخل } أي على جذوعها كقوله : { أم لهم سلم يستمعون فيه } أي عليه ومنه قول سويد بن أبي كاهل : .
( هم صلبوا العبدي في جذع نخلة ... فلا عطست شيبان إلا بأجدعا ) .
وإنما آثر كلمة في للدلالة على استقرارهم عليها كاستقرار المظروف في الظرف { ولتعلمن أينا أشد عذابا وأبقى } أراد لتعلمن هل أنا أشد عذابا لكم أم موسى ؟ ومعنى أبقى أدوم وهو يريد بكلامه هذا الاستهزاء بموسى لأن موسى لم يكن من التعذيب في شيء ويمكن أن يريد العذاب الذي توعدهم به موسى إن لم يؤمنوا وقيل أراد بموسى رب موسى على حذف المضاف