و3 - { لاهية قلوبهم } حال أيضا والمعنى : ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث في حال من الأحوال إلا في الاستماع مع اللعب والاستهزاء ولهوة القلوب وقرئ لاهية بالرفع كما قرئ محدث بالرفع { وأسروا النجوى الذين ظلموا } النجوى اسم من التناجي والتناجي لا يكون إلا سرا فمعنى إسرار النجوى : المبالغة في الإخفاء وقد اختلف في محل الموصول على أقوال : فقيل إنه في محل رفع بدل من الواو في أسروا قاله المبرد وغيره وقيل هو في محل رفع على الذم وقيل هو فاعل لفعل محذوف والتقدير : يقول الذين ظلموا واختار هذا النحاس وقيل في محل نصب بتقدير أعني : وقيل في محل خفض على أنه بدل من الناس ذكر ذلك المبرد وقيل هو في محل رفع على أنه فاعل أسروا على لغة من يجوز الجمع بين فاعلين : كقولهم أكلوني البراغيث ذكر ذلك الأخفش ومثله { ثم عموا وصموا كثير منهم } ومنه قول الشاعر : .
( فاهتدين البغال للأغراض ) .
وقول الآخر : .
( ولكن دنا بي أبوه وأمه ... بحوران يعصرن السليط أقاربه ) .
وقال الكسائي : فيه تقديم وتأخير : أي والذين ظلموا أسروا النجوى قال أبو عبيدة : أسروا هنا من الأضداد : يحتمل أن يكون بمعنى أخفوا كلامهم ويحتمل أن يكون بمعنى أظهروه وأعلنوه { هل هذا إلا بشر مثلكم } هذه الجملة بتقدير القول قبلها : أي قالوا هل هذا الرسول إلا بشر مثلكم لا يتميز عنكم بشيء ؟ ويجوز أن تكون هذه الجملة بدلا من النجوى وهل بمعنى النفي : أي وأسروا هذا الحديث والهمزة في { أفتأتون السحر } للإنكار والفاء للعطف على مقدر كنظائره وجملة { وأنتم تبصرون } في محل نصب على الحال والمعنى : إذا كان بشرا مثلكم وكان الذي جاء به سحرا فكيف تجيبونه إليه وتتبعونه فأطلع نبيه A على ما تناجوا به