وجملة 9 - { ثم صدقناهم الوعد } معطوفة على جملة يدل عليها السياق والتقدير : أوحينا إليهم ما أوحينا ثم صدقناهم الوعد : أي أنجزنا وعدهم الذي وعدناهم بإنجائهم وإهلاك من كذبهم ولهذا قال سبحانه : { فأنجيناهم ومن نشاء } من عبادنا المؤمنين والمراد إنجاؤهم من العذاب وإهلاك من كفر بالعذاب الدنيوي والمراد بـ { المسرفين } المجاوزون للحد في الكفر والمعاصي وهم المشركون .
وقد أخرج النسائي عن أبي سعيد عن النبي A في قوله : { وهم في غفلة معرضون } قال : في الدنيا وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة عن النبي A في الآية قال : من أمر الدنيا وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله : { بل قالوا أضغاث أحلام } أي فعل الأحلام وإنما هي رؤيا رآها { بل افتراه بل هو شاعر } كل هذا قد كان منه { فليأتنا بآية كما أرسل الأولون } كما جاء عيسى وموسى بالبينات والرسل { ما آمنت قبلهم من قرية أهلكناها } أي أن الرسل كانوا إذا جاءوا قومهم بالبينات فلم يؤمنوا لم ينظروا وأخرج ابن جرير عن قتادة قال : قال أهل مكة للنبي A : إذا كان من ما تقوله حقا ويسرك أن نؤمن فحول لنا الصفا ذهبا فأتاه جبريل فقال : إن شئت كان الذي سألك قومك ولكنه إن كان ثم لم يؤمنوا لم ينظروا وإن شئت استأنيت بقومك قال : بل أستأني بقومي فأنزل الله { ما آمنت قبلهم } الآية وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : { وما جعلناهم جسدا لا يأكلون الطعام } يقول : لم نجعلهم جسدا ليس يأكلون الطعام إنما جعلناهم جسدا يأكلون الطعام