37 - { خلق الإنسان من عجل } أي جعل لفرط استعجاله كأنه مخلوق من العجل قال الفراء : كأنه يقول بنيته وخلقته من العجلة وعلى العجلة وقال الزجاج : خوطبت العرب بما تعقل والعرب تقول للذي يكثر منه الشيء خلقت منه كما تقول : أنت من لعب وخلقت من لعب تريد المبالغة في وصفه بذلك ويدل على هذا المعنى قوله : { وكان الإنسان عجولا } والمراد بالإنسان الجنس وقيل المراد بالإنسان آدم فإنه لما خلقه الله ونفخ فيه الروح صار الروح في رأسه فذهب لينهض قبل أن تبلغ الروح إلى رجليه فوقع فقيل { خلق الإنسان من عجل } كذا قال عكرمة وسعيد بن جبير والسدي والكلبي ومجاهد وقال أبو عبيدة وكثير من أهل المعاني : العجل الطين بلغة حمير وأنشدوا : .
( والنخل تنبت بين الماء والعجل ) .
وقيل إن هذه الآية نزلت في النضر بن الحارث وهو القائل : { اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك } وقيل : نزلت في قريش لأنهم استعجلوا العذاب وقال الأخفش : معنى خلق الإنسان من عجل أنه قيل له كن فكان وقيل إن هذه الآية من المقلوب : أي خلق العجل من الإنسان وقد حكي هذا عن أبي عبيدة والنحاس والقول الأول أولى { سأريكم آياتي } أي سأريكم نقماتي منكم بعذاب النار { فلا تستعجلون } أي لا تستعجلوني بالإتيان به فإنه نازل بكم لا محالة : وقيل المراد بالآيات ما دل على صدق محمد A من المعجزات وما جعله الله له من العاقبة المحمودة والأول أولى