ثم بين سبحانه أن أصل تلك الرحمة هو التوحيد والبراءة من الشرك فقال : 108 - { قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد } إن كانت ما موصولة فالمعنى : أن الذي يوحى إلي هو أن وصفه تعالى مقصور على الوحدانية لا يتجاوزها إلى ما يناقضها أو يضادها وإن كانت ما كافة فالمعنى : أن الوحي إلي مقصور على استئثار الله بالوحدة ووجه ذلك أن القصر أبدا يكون لما يلي إنما فإنما الأولى لقصر الوصف على الشيء كقولك إنما يقوم زيد : أي ما يقوم إلا زيد والثانية لقصر الشيء على الحكم كقولك إنما زيد قائم : أي ليس به إلا صفة القيام { فهل أنتم مسلمون } منقادون مخلصون للعبادة ولتوحيد الله سبحانه