والوجه الثاني أن المراد بقوله : 9 - { ثاني عطفه } الإعراض : أي معرضا عن الذكر كذا قال الفراء والمفضل وغيرهما كقوله تعالى : { ولى مستكبرا كأن لم يسمعها } وقوله { لووا رؤوسهم } وقوله : { أعرض ونأى بجانبه } واللام في { ليضل عن سبيل الله } متعلق بتجادل : أي إن غرضه هو الإضلال عن السبيل وإن لم يعترف بذلك وقرئ ليضل بفتح الياء على أن تكون اللام هي لام العاقبة كأنه جعل ضلاله غاية لجداله وجملة { له في الدنيا خزي } مستأنفة مبينة لما يحصل له بسبب جداله من العقوبة والخزي الذل وذلك بما يناله من العقوبة في الدنيا من العذاب المعجل وسوء الذكر على ألسن الناس وقيل الخزي الدنيوي هو القتل كما وقع في يوم بدر { ونذيقه يوم القيامة عذاب الحريق } أي عذاب النار المحرقة