والموصول في قوله : 41 - { الذين إن مكناهم في الأرض } في موضع نصب صفة لمن في قوله من ينصره قاله الزجاج : وقال غيره هو في موضع جر صفة لقوله للذين يقاتلون وقيل المراد بهم المهاجرون والأنصار والتابعون لهم بإحسان وقيل أهل الصلوات الخمس وقيل ولاة العدل وقيل غير ذلك وفيه إيجاب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على من مكنه الله في الأرض وأقدره على القيام بذلك وقد تقدم تفسير الآية ومعنى { ولله عاقبة الأمور } أن مرجعها إلى حكمه وتدبيره دون غيره .
وقد أخرج عبد الرزاق وأحمد وعبد بن حميد والترمذي وحسنه والنسائي وابن ماجه والبزار وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن حبان والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال : لما أخرج النبي A من مكة قال أبو بكر : أخرجوا نبيهم { إنا لله وإنا إليه راجعون } ليهلكن القوم فنزلت { أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا } الآية قال ابن عباس : وهي أول آية نزلت في القتال قال الترمذي : حسن وقد رواه غير واحد عن الثوري وليس فيه ابن عباس انتهى وقد روي نحو هذا عن جماعة من التابعين وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس قال : { الذين أخرجوا من ديارهم } أي من مكة إلى المدينة بغير حق يعني محمدا A وأصحابه وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم وابن مردويه عن عثمان بن عفان قال : فينا نزلت هذه الآية { الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق } والآية بعدها أخرجنا من ديارنا بغير حق : ثم مكناهم في الأرض أقمنا الصلاة وآتينا الزكاة وأمرنا بالمعروف ونهينا عن المنكر فهي لي ولأصحابي وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن علي بن أبي طالب قال : إنما أنزلت هذه الآية في أصحاب محمد { ولولا دفع الله الناس } الآية : قال لولا دفع الله بأصحاب محمد عن التابعين لهدمت صوامع وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : { لهدمت صوامع } الآية قال : الصوامع التي تكون فيها الرهبان والبيع مساجد اليهود وصلوات كنائس النصارى والمساجد مساجد المسلمين وأخرجا عنه قال : البيع بيع النصارى وصلوات كنائس اليهود وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم في قوله : { الذين إن مكناهم في الأرض } قال : أرض المدينة { أقاموا الصلاة } قال : المكتوبة { وآتوا الزكاة } قال : المفروضة { وأمروا بالمعروف } قال لا إله إلا الله { ونهوا عن المنكر } قال : عن الشرك بالله { ولله عاقبة الأمور } قال : وعند الله ثواب ما صنعوا