ثم أشار سبحانه إلى قصة عيسى إجمالا فقال : 50 - { وجعلنا ابن مريم وأمه آية } أي علامة تدل على عظيم قدرتنا وبديع صنعنا وقد تقدم الكلام على هذا في آخر سورة الأنبياء في تفسير قوله سبحانه : { وجعلناها وابنها آية للعالمين } ومعنى قوله : { وآويناهما إلى ربوة } إلى مكن مرتفع : أي جعلناهما يأويان إليها قيل هي أرض دمشق وبه قال عبد الله بن سلام وسعيد بن المسيب ومقاتل وقيل بيت المقدس قاله قتادة وكعب وقيل أرض فلسطين قاله السدي { ذات قرار } أي ذات مستقر يستقر عليه ساكنوه { ومعين } أي وماء معين قال الزجاج : هو الماء الجاري في العيون فالميم على هذا زائدة كزيادتها في منبع وقيل هو فعيل بمعنى مفعول قال علي بن سليمان الأخفش معن الماء إذا جرى فهو معين وممعون : وكذا قال ابن الأعرابي وقيل هو مأخوذ من الماعون وهو النفع وبمثل ما قال الزجاج قال الفراء