ثم كملوا ذلك القول بقولهم { لقد وعدنا نحن وآباؤنا هذا من قبل } أي وعدنا هذا البعث ووعده آباؤنا الكائنون من قبلنا فلم نصدقه كما لم يصدقه من قبلنا ثم صرحوا بالتكذيب وفروا إلى مجرد الزعم الباطل فقالوا : { إن هذا إلا أساطير الأولين } أي ما هذا إلا أكاذيب الأولين التي سطروها في الكتب جمع أسطورة كأحدوثة والأساطير الأباطيل والترهات والكذب .
وقد أخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي صالح في قوله : { أم لم يعرفوا رسولهم } قال : عرفوه ولكنهم حسدوه وفي قوله : { ولو اتبع الحق أهواءهم } قال : الحق الله D وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : { بل أتيناهم بذكرهم } قال : بينا لهم وأخرجوا عنه في قوله : { عن الصراط لناكبون } قال : عن الحق لحائدون وأخرج النسائي وابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال : جاء أبو سفيان إلى النبي A فقال : يا محمد أنشدك الله والرحم فقد أكلنا العلهز : يعني الوبر بالدم فأنزل الله { ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون } وأصل الحديث في الصحيحين : [ أن رسول الله A دعا على قريش حين استعصوا فقال : اللهم أعني عليهم بسبع كسبع يوسف ] الحديث وأخرج ابن جرير وأبو نعيم في المعرفة والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس أن ابن أثال الحنفي لما أتى رسول الله A فأسلم وهو أسير فخلى سبيله لحق باليمامة فحال بين أهل مكة وبين الميرة من اليمامة حتى أكلت قريش العلهز فجاء أبو سفيان إلى رسول الله A فقال : أليس تزعم أنك بعثت رحمة للعالمين ؟ قال بلى قال : فقد قتلت الآباء بالسيف والأبناء بالجوع فأنزل الله { ولقد أخذناهم بالعذاب } الآية وأخرج العسكري في المواعظ عن علي بن أبي طالب في قوله : { فما استكانوا لربهم وما يتضرعون } قال : أي لم يتواضعوا في الدعاء ولم يخضعوا ولو خضعوا لله لاستجاب لهم وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس في قوله : { حتى إذا فتحنا عليهم بابا ذا عذاب شديد } قال : قد مضى كان يوم بدر