ثم رجع إلى مخاطبة الملائكة فقال : 100 - { ارجعون * لعلي أعمل صالحا } أي أعمل عملا صالحا في الدنيا إذا رجعت إليها من الإيمان وما يتبعه من أعمال الخير ولما تمنى أن يرجع ليعمل رد الله عليه ذلك بقوله : { كلا إنها كلمة هو قائلها } فجاء بلكمة الردع والزجر والضمير في إنها يرجع إلى قوله : { رب ارجعون } أي إن هذه الكلمة هو قائلها لا محالة وليس الأمر على ما يظنه من أنه يجاب إلى الرجوع إلى الدنيا أو المعنى : أنه لو أجيب إلى ذلك لما حصل منه الوفاء كما في قوله : { ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه } وقيل إن الضمير في قائلها يرجع إلى الله : أي لا خلف في خبره وقد أخبرنا بأنه لا يؤخر نفسا إذا جاء أجلها { ومن ورائهم برزخ } أي من أمامهم وبين أيديهم : والبرزخ هو الحاجز بين الشيئين قاله الجوهري .
واختلف في معنى الآية فقال الضحاك ومجاهد وابن زيد : حاجز بين الموت والبعث وقال الكلبي : هو الأجل ما بين النفختين وبينهما أربعون سنة وقال السدي : هو الأجل و { إلى يوم يبعثون } هو يوم القيامة