قوله : 4 - { من قبل } أي أنزل التوراة والإنجيل من قبل تنزيل الكتاب وقوله : { هدى للناس } إما حال من الكتابين أو علة للإنزال والمراد بالناس أهل الكتابين أو ما هو أعم لأن هذه الأمة متعبدة لما لم ينسخ من الشرائع قال ابن فورك : هدى للناس المتقين كما قال في البقرة هدى للمتقين قوله : { وأنزل الفرقان } أي : الفارق بين الحق والباطل وهو القرآن وكرر ذكره تشريفا له مع ما يشتمل عليه هذا الذكر الآخر من الوصف له بأنه يفرق بين الحق والباطل وذكر التنزيل أولا والإنزال ثانيا لكونه جامعا بين الوصفين فإنه أنزل إلى سماء الدنيا جملة ثم نزل منها إلى النبي A مفرقا منجما على حسب الحوادث كما سبق وقيل : أراد بالفرقان جميع الكتب المنزلة من الله تعالى على رسله وقيل : أراد الزبور لاشتماله على المواعظ الحسنة وقوله : { إن الذين كفروا بآيات الله } أي : بما يصدق عليه أنه آية من الكتب المنزلة وغيرها أو بما في الكتب المنزلة المذكورة على وضع آيات الله موضع الضمير العائد إليها وفيه بيان الأمر الذي استحقوا به الكفر { لهم } بسبب هذا الكفر { عذاب شديد } أي عظيم { والله عزيز } لا يغالبه مغالب { ذو انتقام } عظيم والنقمة السطوة يقال انتقم منه : إذا عاقبه بسبب ذنب قد تقدم منه