43 - { ولقد آتينا موسى الكتاب } يعني التوراة { من بعد ما أهلكنا القرون الأولى } أي قوم نوح وعاد وثمود وغيرهم وقيل من بعد ما أهلكنا فرعون وقومه وخسفنا بقارون وانتصاب { بصائر للناس } على أنه مفعول له أو حال : أي آتيناه الكتاب لأجل يتبصر به الناس أو حال كونه بصائر الناس يبصرون به الحق ويهتدون إليه وينقذون أنفسهم به من الضلالة بالاهتداء به { ورحمة } لهم من الله رحمهم بها { لعلهم يتذكرون } هذه النعم فيشكرون الله ويؤمنون ويجيبون داعيه إلى ما فيه خير لهم .
وقد أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس { ردءا يصدقني } كي يصدقني وأخرج ابن أبي حاتم عنه قال : لما قال فرعون : { يا أيها الملأ ما علمت لكم من إله غيري } قال جبريل : يا رب طغى عبدك فائذن لي في هلكه فقال : يا جبريل هو عبدي ولن يسبقني له أجل يجيء ذلك الأجل فلما قال : { أنا ربكم الأعلى } قال الله : يا جبريل سبقت دعوتك في عبدي وقد جاء أوان هلاكه وأخرج ابن مردويه عنه قال : قال رسول الله A : [ كلمتان قالهما فرعون { ما علمت لكم من إله غيري } وقوله { أنا ربكم الأعلى } قال : كان بينهما أربعون عاما : { فأخذه الله نكال الآخرة والأولى } ] وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة قال : بلغني أن فرعون أول من طبخ الآجر وأخرجه ابن المنذر عن ابن جريج واخرج البزار وابن المنذر والحاكم وصححه وابن مردويه عن أبي سعيد قال : قال رسول الله A : [ ما أهلك الله قوما ولا قرنا ولا أمة ولا أهل قرية بعذاب من السماء منذ أنزل التوراة على وجه الأرض غير القرية التي مسخت قردة ] ألم تر إلى قوله : { ولقد آتينا موسى الكتاب من بعد ما أهلكنا القرون الأولى } وأخرجه البزار وابن جرير وابن أبي حاتم من وجه آخر عن أبي سعيد موقوفا