قوله 38 - { هنالك } ظرف يستعمل للزمان والمكان وأصله للمكان وقيل : إنه للزمان خاصة وهناك للمكان وقيل : يجوز استعمال كل واحد منهما مكان الآخر واللام للدلالة على البعد والكاف للخطاب والمعنى أنه دعا في ذلك المكان الذي هو قائم فيه عند مريم أو في ذلك الزمان أن يهب الله له ذرية طيبة والذي بعثه على ذلك ما رآه من ولادة حنة لمريم وقد كانت عاقرا فحصل له رجاء الولد وإن كان كبيرا وامرأته عاقرا أو بعثه على ذلك ما رآه من فاكهة الشتاء في الصيف والصيف في الشتاء عند مريم لأن من أوجد ذلك في غير وقته يقدر على إيجاد الولد من العاقر وعلى هذا يكون هذا الكلام قصة مستأنفة سيقت في غضون قصة مريم لما بينهما من الارتباط والذرية والنسل يكون للواحد ويكون للجمع ويدل على أنها هنا للواحد قوله { فهب لي من لدنك وليا } ولم يقل أولياء وتأنيث طيبة لكون لفظ الذرية مؤنثا