77 - { قال إنما أوتيته على علم عندي } قال قارون : هذه المقالة ردا على من نصحه بما تقدم : أي إنما أعطيت ما أعطيت من المال لأجل علمي فقوله على علم في محل نصب على الحال وعندي إما ظرف لأوتيته وإما صلة العلم وهذا العلم الذي جعله سببا لما ناله من الدنيا قيل هو علم التوراة وقيل علمه بوجوه المكاسب والتجارات وقيل معرفة الكنوز والدفائن وقيل علم الكيمياء وقيل المعنى : إن الله آتاني هذه الكنوز على علم منه باستحقاقي إياها لفضل علمه مني واختار هذا الزجاج وأنكر ما عداه ثم رد الله عليه قوله هذا فقال : { أولم يعلم أن الله قد أهلك من قبله من القرون من هو أشد منه قوة وأكثر جمعا } المراد بالقرون الأمم الخالية ومعنى أكثر جمعا : أكثر منه جمعا للمال ولو كان المال أو القوة يدلان على فضيلة لما أهلكهم الله وقيل القوة الآلات والجمع الأعوان وهذا الكلام خارج مخرج التقريع والتوبيخ لقارون لأنه قد قرأ التوراة وعلم علم القرون الأولى وإهلاك الله سبحانه لهم { ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون } أي لا يسألون سؤال استعتاب كما في قوله : { ولا هم يستعتبون } { فما هم من المعتبين } وإنما يسألون سؤال تقريع وتوبيخ كما في قوله : { فوربك لنسألنهم أجمعين } وقال مجاهد : لا تسأل الملائكة غدا عن المجرمين لأنهم يعرفون بسيماهم فإنهم يحشرون سود الوجوه زرق العيون وقال قتادة : لا يسأل المجرمون عن ذنوبهم لظهورها وكثرتها بل يدخلون النار وقيل لا يسأل مجرمو هذه الأمة عن ذنوب الأمم الخالية