ثم أمر سبحانه إبراهيم أن يأمر قومه بالمسير في الأرض ليتفكروا ويعتبروا فقال : 20 - { قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق } على كثرتهم واختلاف ألوانهم وطبائعهم وألسنتهم وانظروا إلى مساكن القرون الماضية والأمم الخالية وآثارهم لتعلموا بذلك كمال قدرة الله وقيل إن المعنى : قل لهم يا محمد سيروا ومعنى قوله : { ثم الله ينشئ النشأة الآخرة } أن الله الذي بدأ النشأة الأولى وخلقها على تلك الكيفية ينشئها نشأة ثانية عند البعث والجملة عطف على جملة سيروا في الأرض داخلة معها في حيز القول وجملة { إن الله على كل شيء قدير } تعليل لما قبلها قرأ الجمهور بـ { النشأة } بالقصر وسكون الشين وقرأ ابن كثير وأبو عمرو بالمد وفتح الشين وهما لغتان كالرأفة والرآفة وهي منتصبة على المصدرية بحذف الزوائد والأصل الإنشاءة