8 - { أولم يتفكروا في أنفسهم ما خلق الله السماوات والأرض وما بينهما } الهمزة للإنكار عليهم والواو للعطف على مقدر كما في نظائره وفي أنفسهم ظرف للتفكر وليس مفعولا للتفكر والمعنى : أن أسباب التفكر حاصلة لهم وهي أنفسهم لو تفكروا فيها كما ينبغي لعلموا وحدانية الله وصدق أنبيائه وقيل إنها مفعول للتفكر والمعنى : أو لم يتفكروا في خلق الله إياهم ولم يكونوا شيئا و ما في ما خلق الله نافية : أي لم يخلقها إلا بالحق الثابت الذي يحق ثبوته أو هي اسم في محل نصبعلى إسقاط الخافض : أي بما خلق الله والعامل فيها إما العلم الذي يؤدي إليه التفكر وقال الزجاج في الكلام حذف : أي فيعلموا فجعل ما معمولة للفعل المقدر لا للعلم المدلول عليه والباء في { إلا بالحق } إما للسببية أو هي ومجرورها في محل نصب على الحال : أي ملتبسة بالحق قال الفراء : معناه إلا للحق : أي للثواب والعقاب وقيل بالحق بالعدل وقيل بالحكمة وقيل بالحق : أي أنه هو الحق وللحق خلقها { وأجل مسمى } معطوف على الحق : أي وبأجل مسمى للسموات والأرض وما بينهما تنتهي إليه وهو يوم القيامة وفي هذا تنبيه على الفناء وأن لكل مخلوق أجلا لا يجاوزه وقيل معنى { وأجل مسمى } أنه خلق ما خلق في وقت سماه لخلق ذلك الشيء { وإن كثيرا من الناس بلقاء ربهم لكافرون } أي لكافرون بالبعث بعد الموت واللام هي المؤكدة والمراد بهؤلاء الكفار على الإطلاق أو كفار مكة