قوله 54 - { ومكروا } أي الذين أحس عيسى منهم الكفر وهم كفار بني إسرائيل ومكر الله استدراجه للعباد من حيث لا يعلمون قاله الفراء وغيره وقال الزجاج : مكر الله مجازاتهم على مكرهم فسمي الجزاء باسم الابتداء كقوله تعالى { الله يستهزئ بهم } { وهو خادعهم } وأصل المكر في اللغة : الاغتيال والخدع : حكاه ابن فارس وعلى هذا فلا يسند إلى الله سبحانه إلا على طريق المشاكلة وقيل : مكر الله هنا إلقاء شبه عيسى على غيره ورفع عيسى إليه { والله خير الماكرين } أي : أقواهم مكرا وأنفذهم كيدا وأقوالهم على إيصال الضرر بمن يريد إيصاله به من حيث لا يحتسب