30 - { فأعرض عنهم } أي عن سفههم وتكذيبهم ولا تجبهم إلا بما أمرت به { وانتظر إنهم منتظرون } أي وانتظر يوم الفتح وهو يوم القيامة أو يوم إهلاكهم بالقتل إنهم منتظرون بك حوادث الزمان من موت أو قتل أو غلبة كقوله : { فتربصوا إنا معكم متربصون } ويجوز أن يراد إنهم منتظرون لإهلاكهم والآية منسوخة بآية السيف وقيل غير منسوخة إذ قد يقع الإعراض مع الأمر بالقتال وقرأ ابن السميفع إنهم منتظرون بفتح الظاء مبنيا للمفعول ورويت هذه القراءة عن مجاهد وابن محيصن قال الفراء : لا يصح هذا إلا بإضمار : أي إنهم منتظر بهم قال أبو حاتم : الصحيح الكسر : أي انتظر عذابهم إنهم منتظرون هلاكك .
وقد أخرج البخاري ومسلم وغيرهما من حديث ابن عباس قال : قال النبي A : [ رأيت ليلة أسري بي موسى بن عمران رجلا طويلا جعدا كأنه من رجال شنوءة ورأيت عيسى ابن مريم مربوع الخلق إلى الحمرة والبياض سبط الرأس ورأيت مالكا خازن جهنم والدجال في آيات أراهن الله إياه ] قال { فلا تكن في مرية من لقائه } فكان قتادة يفسرها أن النبي A قد لقي موسى { وجعلناه هدى لبني إسرائيل } قال : جعل الله موسى هدى لبني إسرائيل وأخرج الطبراني وابن مردويه والضياء في المختارة بسند قال السيوطي : صحيح عن ابن عباس عن النبي A { فلا تكن في مرية من لقائه } قال من لقاء موسى قيل أو لقي موسى ؟ قال نعم ألا ترى إلى قوله : { واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا } وأخرج الفريابي وابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : { أولم يروا أنا نسوق الماء إلى الأرض الجرز } قال : الجرز التي لا تمطر إلا مطرا لا يغني عنها شيئا إلا ما يأتيها من السيول وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه في قوله : { إلى الأرض الجرز } قال : أرض اليمن قال القرطبي في تفسيره : والإسناد عن ابن عباس صحيح لا مطعن فيه وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس في قوله : { ويقولون متى هذا الفتح إن كنتم صادقين } قال : يوم بدر فتح النبي A فلم ينفع الذين كفروا إيمانهم بعد الموت