قوله 61 - { فمن حاجك فيه } هذا وإن كان عاما فالمراد به الخاص وهم النصارى الذين وفدوا إليه A من نجران كما سيأتي بيانه ويمكن أن يقال هو على عمومه وإن كان السبب خاصا فيدل على جواز المباهلة منه A لكل من حاجه في عيسى عليه السلام وأمته أسوته وضمير فيه لعيسى والمراد بمجيء العلم هنا مجيء سببه وهو الآيات البينات والمحاجة : المخاصمة والمجادلة وقوله { تعالوا } أي : هلموا وأقبلوا وأصله الطلب لإقبال الذوات ويستعمل في الرأي إذا كان المخاطب حاضرا كما تقول لمن هو حاضر عندك : تعال ننظر في هذا الأمر قوله { ندع أبناءنا } إلخ اكتفي بذكر البنين عن البنات إما لدخولهن في النساء أو لكونهم الذين يحضرون مواقف الخصام دونهن ومعنى الآية : ليدع كل منا ومنكم أبناءه ونساءه ونفسه إلى المباهلة وفيه دليل على أن أبناء البنات يسمون أبناء لكونه A أراد بالأبناء الحسنين كما سيأتي قوله : { نبتهل } أصل الابتهال الاجتهاد في الدعاء باللعن وغيره يقال بهله الله : أي لعنه والبهل اللعن قال أبو عبيد والكسائي : نبتهل نلتعن ويطلق على الاجتهاد في الهلاك ومنه قول لبيد : .
( في كهول سادة من قومه ... نظر الدهر إليهم فابتهل ) .
أي : فاجتهد في هلاكهم قال في الكشاف : ثم استعمل في كل دعاء يجتهد فيه وإن لم يكن التعانا قوله { فنجعل لعنة الله على الكاذبين } عطف على نبتهل مبين لمعناه