27 - { وأورثكم أرضهم وديارهم وأموالهم } المراد بالأرض العقار والنخيل وبالديار المنازل والحصون وبالأموال الحلي والأثاث والمواشي والسلاح والدراهم والدنانير { وأرضا لم تطئوها } أي وأورثكم أرضا لم تطأوها وجملة لم تطأوها صفة لأرضا قرأ الجمهور لم تطأوها بهمزة مضمومة ثم واو ساكنة وقرأ زيد بن علي تطوها بفتح الطاء وواو ساكنة .
واختلف المفسرون في تعيين هذه الأرض المذكورة فقال يزيد بن رومان وابن زيد ومقاتل : إنها خيبر ولم يكونوا إذ ذاك قد نالوها فعدهم الله بها وقال قتادة : كنا نتحدث أنها مكة وقال الحسن : فارس والروم وقال عكرمة : كل أرض تفتح إلى يوم القيامة { وكان الله على كل شيء قديرا } أي هو سبحانه قدير على كل ما أراده من خير وشر ونعمة ونقمة وعلى إنجاز ما وعد به من الفتح للمسلمين .
وقد أخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله : { من صياصيهم } قال : حصونهم وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وابن مردويه عن عائشة قالت [ خرجت يوم الخندق أقفو للناس فإذا أنا بسعد بن معاذ ورماه رجل من قريش يقال له ابن الفرقدة بسهم فأصاب أكحله فقطعه فدعا الله سعدا فقال : اللهم لا تمتني حتى تقر عيني من قريظة فبعث الله الريح على المشركين { وكفى الله المؤمنين القتال } ولحق أبو سفيان ومن معه بتهامة ولحق عيينة بن بدر ومن معه بنجد ورجعت بنو قريظة فتحصنوا في صياصيهم ورجع رسول الله A إلى المدينة وأمر بقبة من أدم فضربت على سعد في المسجد قالت : فجاء جبريل وإن على ثناياه لوقع الغبار فقال : أوقد وضعت السلاح ؟ لا والله ما وضعت الملائكة بعد السلاح : اخرج إلى بني قريظة فقاتلهم فلبس رسول الله A لامته وأذن في الناس بالرحيل أن يخرجوا فحاصرهم خمسا وعشرين ليلة فلما اشتد حصرهم واشتد البلاء عليهم قيل لهم انزلوا على حكم رسول الله قالوا ننزل على حكم سعد بن معاذ فنزلوا وبعث رسول الله A إلى سعد بن معاذ فأتي به على حمار فقال رسول الله A : احكم فيهم قال : فإني أحكم فيهم أن تقتل مقاتلتهم وتسبى ذراريهم وتقسم أموالهم فقال : لقد حكمت فيهم بحكم الله وحكم رسوله ]