ثم حكى سبحانه عن هؤلاء الكفار أنهم رددوا ما وعدهم به رسول الله A من البعث بين أمرين فقالوا : 8 - { أفترى على الله كذبا أم به جنة } أي أهو كاذب فيما قاله أم به جنون بحيث لا يعقل ما يقوله والهمزة في أفترى هي همزة الاستفهام وحذفت لأجلها همزة الوصل كما تقدم في قوله : { أطلع الغيب } ثم رد عليهم سبحانه ما قالوه في رسوله فقال : { بل الذين لا يؤمنون بالآخرة في العذاب والضلال البعيد } أي ليس الأمر كما زعموا بل هم الذين ضلوا عن الفهم وإدراك الحقائق فكفروا بالآخرة ولم يؤمنوا بما جاءهم به فصاروا بسبب ذلك في العذاب الدائم في الآخرة وهم اليوم في الضلال البعيد عن الحق غاية البعد ثم وبخهم سبحان بما اجترأوا عليه من التكذيب مبينا لهم أن ذلك لم يصدر منهم إلا لعدم التفكر والتدبر في خلق السماء والأرض وأن من قدر على هذا الخلق العظيم لا يعجزه أن يبعث من مخلوقاته ما هو دون ذلك ويعيده إلى ما كان عليه من الذات والصفات