ثم ذكر سبحانه البرهان على التوحيد والحشر مع تعداد النعم وتذكيرها فقال : 33 - { وآية لهم الأرض الميتة } فآية خبر مقدم وتنكيرها للتفخيم ولهم صفتها أو متعلقة بآية لأنها بمعنى علامة والأرض مبتدأ ويجوز أن تكون آية مبتدأ لكونها قد تخصصت بالصفة وما بعدها الخبر قرأ أهل المدينة { الميتة } بالتشديد وخففها الباقون وجملة { أحييناها } مستأنفة مبينة لكيفية كونها آية وقيل هي صفة للأرض فنبههم الله بهذا على إحياء الموتى وذكرهم نعمه وكمال قدرته فإنه سبحانه أحيا الأرض بالنبات : وأخرج منها الحبوب التي يأكلونها ويتغذون بها وهو معنى قوله : { وأخرجنا منها حبا فمنه يأكلون } وهو ما يقتاتونه من الحبوب وتقديم منه للدلالة على أن الحب معظم ما يؤكل وأكثر ما يقوم به المعاش