ثم استثنى عباده المؤمنين فقال : 74 - { إلا عباد الله المخلصين } أي إلا من أخلصهم الله بتوفيقهم إلى الإيمان والتوحيد وقرئ { المخلصين } بكسر اللام : أي الذين أخلصوا لله طاعاتهم ولم يشوبوها بشيء مما يغيرها .
وقد أخرج ابن أبي شيبة وهناد وابن المنذر عن ابن مسعود في قوله : { فاطلع فرآه في سواء الجحيم } قال : اطلع ثم التفت إلى أصحابه فقال : لقد رأيت جماجم القوم تغلي وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس قال : قول الله لأهل الجنة - { كلوا واشربوا هنيئا بما كنتم تعملون } - قال هنيئا : أي لا تموتون فيها فعند ذلك قالوا : { أفما نحن بميتين * إلا موتتنا الأولى وما نحن بمعذبين * إن هذا لهو الفوز العظيم } قال : هذا قول الله { لمثل هذا فليعمل العاملون } وأخرج ابن مردويه عن البراء بن عازب قال : كنت أمشي مع رسول الله A يده في يدي فرأى جنازة فأسرع المشي حتى أتى القبر ثم جثى على ركبتيه فجعل يبكي حتى بل الثرى ثم قال : { لمثل هذا فليعمل العاملون } وأخرج ابن مردويه عن أنس قال : دخلت مع النبي A على مريض يجود بنفسه فقال : { لمثل هذا فليعمل العاملون } وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال : مر أبو جهل برسول الله A وهو جالس فلما بعد قال رسول الله A : { أولى لك فأولى * ثم أولى لك فأولى } فلما سمع أبو جهل قال : من توعد يا محمد ؟ قال إياك قال بما توعدني ؟ قال أوعدك بالعزيز الكريم فقال أبو جهل : أليس أنا العزيز الكريم ؟ فأنزل الله { إن شجرة الزقوم * طعام الأثيم } إلى قوله { ذق إنك أنت العزيز الكريم } فلما بلغ أبا جهل ما نزل فيه جمع أصحابه فأخرج إليهم زبدا وتمرا فقال : تزقموا من هذا فو الله ما يتوعدكم محمد إلا بهذا فأنزل الله { إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم } إلى قوله : { ثم إن لهم عليها لشوبا من حميم } وأخرج ابن أبي شيبة عنه قال : لو أن قطرة من زقوم جهنم أنزلت إلى الأرض لأفسدت على الناس معايشهم وأخرج ابن جرير و ابن المنذر عنه أيضا { ثم إن لهم عليها لشوبا } قال : لمزجا وأخرج ابن المنذر عنه أيضا قال في قوله : { لشوبا من حميم } يخالط طعامهم ويشاب بالحميم وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن مسعود قال : لا ينتصف النهار يوم القيامة حتى يقيل هؤلاء ويقيل هؤلاء أهل الجنة وأهل النار وقرأ ثم إن مقيلهم لإلى الجحيم وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : { إنهم ألفوا آباءهم ضالين } قال : وجدوا آباءهم