والاستفهام في قوله 99 - { لم تصدون } يفيد ما أفاده الاستفهام الأول وقرأ الحسن { تصدون } من أصد وهما لغتان : مثل صد اللحم وأصد : إذا تغير وأنتن وسبيل الله دينه الذي ارتضاه لعباده وهو دين الإسلام والعوج : الميل والزيغ يقال : عوج بالكسر إذا كان في الدين والقول والعمل وبالفتح في الأجسام كالجدار ونحوه روي ذلك عن أبي عبيدة وغيره ومحل قوله { يبغونها عوجا } النصب على الحال والمعنى : تطلبون لها اعوجاجا وميلا عن القصد والاستقامة بإبهامكم على الناس بأنها كذلك تثقيفا لتحريفكم وتقويما لدعاويكم الباطلة وقوله { وأنتم شهداء } جملة حالية : أي كيف تطلبون ذلك بملة الإسلام والحال أنكم تشهدون أنها دين الله الذي لا يقبل غيره الإسلام وأن فيه نعت محمد A وقيل : المراد { وأنتم شهداء } أي : عقلاء وقيل : المعنى وأنتم شهداء بين أهل دينكم مقبولون عندهم فكيف تأتون بالباطل الذي يخالف ما أنتم عليه بين أهل دينكم ؟ ثم توعدهم سبحانه بقوله { وما الله بغافل عما تعملون }