البطانة : مصدر يسمى به الواحد والجمع وبطانة الرجل : خاصته الذين يستبطنون أمره وأصله البطن الذي هو خلاف الظهر وبطن فلان بفلان يبطن بطونا وبطانة : إذا كان خالصا به ومنه قول الشاعر : .
( وهم خلصائي كلهم وبطانتي ... وهم عيبتي من دون كل قريب ) .
قوله 118 - { من دونكم } أي : من سواكم قاله الفراء : أي من دون المسلمين وهم الكفار : أي بطانة كائنة من دونكم ويجوز أن يتعلق بقوله { لا تتخذوا } وقوله { لا يألونكم خبالا } في محل نصب صفة البطانة يقال : لا ألوك جهدا : أي لا أقصر قال امرؤ القيس : .
( وما المرء ما دامت حشاشة نفسه ... بمدرك أطراف الخطوب ولا آل ) .
والمراد لا يقصرون فيما فيه الفساد عليكم وإنما عدي إلى مفعولين لكونه مضمنا معنى المنع : أي لا يمنعوكم خبالا والخبال والخبل : الفساد في الأفعال والأبدان والعقول قال أوس : .
( أبني لبني لستم بيد ... إلا يد مخبولة العضد ) .
أي فاسدة العضد قوله { ودوا ما عنتم } ما مصدرية : أي ودوا عنتكم والعنت المشقة وشدة الضرر والجملة مستأنفة مؤكدة للنهي قوله { قد بدت البغضاء } هي شدة البغض كالضراء لشدة الضر والأفواه جمع فم والمعنى : أنها قد ظهرت البغضاء في كلامهم لأنهم لما خامرهم من شدة البغض والحسد أظهرت ألسنتهم ما في صدورهم فتركوا التقية وصرحوا بالتكذيب أما اليهود فالأمر في ذلك واضح وأما المنافقون فكان يظهر من فلتات ألسنتهم ما يكشف عن خبث طويتهم وهذه الجملة مستأنفة لبيان حالهم { وما تخفي صدورهم أكبر } لأن فلتات اللسان أقل مما تجنه الصدور بل تلك الفلتات بالنسبة إلى ما في الصدور قليلة جدا ثم إنه سبحانه امتن عليهم ببيان الآيات الدالة على وجوب الإخلاص إن كانوا من أهل العقول المدركة لذلك البيان