وقوله 133 - { وسارعوا } عطف على أطيعوا وقرأ نافع وابن عامر { سارعوا } بغير واو وكذلك في مصاحف أهل المدينة وأهل الشام وقرأ الباقون بالواو قال أبو علي : كلا الأمرين سائغ مستقيم والمسارعة : المبادرة وفي الآية حذف أي سارعوا إلى ما يوجب المغفرة من الطاعات وقوله { عرضها السموات والأرض } أي : عرضها كعرض السموات والأرض ومثله الآية الأخرى { عرضها كعرض السماء والأرض } وقد اختلف في معنى ذلك فذهب الجمهور إلى أنها تقرن السموات والأرض بعضها إلى بعض كما تبسط الثياب ويوصل بعضها ببعض فذلك عرض الجنة ونبه بالعرض على الطول لأن الغالب أن الطول يكون أكثر من العرض وقيل : إن هذا الكلام جاء على نهج كلام العرب من الاستعارة دون الحقيقة وذلك أنها ما كانت الجنة من الاتساع والانفساح في غاية قصوى حسن التعبير عنها بعرض السموات والأرض مبالغة لأنهما أوسع مخلوقات الله سبحانه فيما يعلمه عباده ولم يقصد بذلك التحديد