قوله 172 - { الذين قال لهم الناس } المراد بالناس هنا نعيم بن مسعود كما سيأتي بيانه وجاز إطلاق لفظ الناس عليه لكونه من جنسهم وقيل : المراد بالناس ركب عبد القيس الذين مروا بأبي سفيان وقيل : هم المنافقون والمراد بقوله { إن الناس قد جمعوا لكم } أبو سفيان وأصحابه والضمير في قوله { فزادهم } راجع إلى القول المدلول عليه بقال أو إلى المقول وهو { إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم } أو إلى القائل والمعنى : أنهم لم يفشلوا لما سمعوا ذلك ولا التفتوا إليه بل أخلصوا لله وازدادوا طمأنينة ويقينا وفيه دليل على أن الإيمان يزيد وينقص قوله { وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل } حسب مصدر حسبه : أي كفاه وهو بمعنى الفاعل : أي محسب بمعنى كافي قال في الكشاف : والدليل على أنه بمعنى المحسب أنك تقول : هذا رجل حسبك فتصف به النكرة لأن إضافته لكونه بمعنى اسم الفاعل غير حقيقية انتهى والوكيل هو من توكل إليه الأمور أي : نعم الموكول إليه أمرنا أو الكافي أو الكافل والمخصوص بالمدح محذوف : أي نعم الوكيل الله سبحانه