وقد نسخ هذا بآية السيف 81 - { ويقولون طاعة } بالرفع على أنها خبر مبتدأ محذوف : أي أمرنا طاعة أو شأننا طاعة وقرأ الحسن والجحدري ونصر بن عاصم بالنصب على المصدر : أي نطيع طاعة وهذه في المنافقين في قول أكثر المفسرين : أي يقولون إذا كانوا عندك طاعة { فإذا برزوا من عندك } أي : خرجوا من عندك { بيت طائفة منهم } أي : زورت طائفة من هؤلاء القائلين غير الذي تقول لهم أنت وتأمرهم به أو غير الذي تقول لك هي من الطاعة لك وقيل معناه : غيروا وبدلوا وحرفوا قولك فيما عهدت إليهم والتبييت : التبديل ومنه قول الشاعر : .
( أتوني فلم أرض ما بيتوا ... وكانوا أتوني بأمر نكر ) .
يقال بيت الرجل الأمر : إذا تدبره ليلا ومنه قوله تعالى { إذ يبيتون ما لا يرضى من القول } { والله يكتب ما يبيتون } أي : يثبته في صحائف أعمالهم ليجازيهم عليه وقال الزجاج : المعنى ينزله عليك في الكتاب قوله { فأعرض عنهم } أي : دعهم وشأنهم حتى يمكن الانتقام منهم وقيل معناه : لا تخبر بأسمائهم وقيل معناه : لا تعاقبهم ثم أمره بالتوكل عليه والثقة به في النصر على عدوه قيل وهذا منسوخ بآية السيف .
وقد أخرج النسائي وابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في سننه عن ابن عباس : [ أن عبد الرحمن بن عوف وأصحابا له أتوا النبي A فقالوا : يا نبي الله كنا في عزة ونحن مشركون فلما آمنا صرنا أذلة ؟ فقال : إني أمرت بالعفو فلا تقاتلوا القوم فلما حوله الله إلى المدينة أمره بالقتال فكفوا فأنزل الله { ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم } الآية ] وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في تفسير الآية نحوه وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد : أنها نزلت في اليهود وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق العوفي عن ابن عباس في قوله { فلما كتب عليهم القتال إذا فريق } الآية قال : نهى الله هذه الأمة أن يصنعوا صنيعهم وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي في قوله { إلى أجل قريب } قال : هو الموت وأخرجا نحوه عن ابن جريج وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة { في بروج مشيدة } قال : في قصور محصنة وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن عكرمة نحوه وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي العالية قال : هي قصور في السماء وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن سفيان نحوه وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن قتادة في قوله { وإن تصبهم حسنة } يقول : نعمة { وإن تصبهم سيئة } قال : مصيبة { قل كل من عند الله } قال : النعم والمصائب وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي العالية في قوله { وإن تصبهم حسنة } قال : هذه في السراء والضراء وفي قوله { ما أصابك من حسنة } قال : هذه في الحسنات والسيئات وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله { قل كل من عند الله } يقول : الحسنة والسيئة من عند الله أما الحسنة فأنعم بها عليك وأما السيئة فابتلاك بها وفي قوله { وما أصابك من سيئة } قال : ما أصابه يوم أحد أن شج وجهه وكسرت رباعيته وأخرج ابن أبي حاتم من طريق العوفي عنه في قوله { وما أصابك من سيئة فمن نفسك } قال : هذا يوم أحد يقول : ما كانت من نكبة فبذنبك وأنا قدرت ذلك وأخرج ابن المنذر من طريق مجاهد أن ابن عباس كان يقرأ وما أصابك من سيئة فمن نفسك وأنا كتبتها عليك قال مجاهد : وكذلك قراءة أبي وابن مسعود وأخرج نحو قول مجاهد هذا ابن الأنباري في المصاحف وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق العوفي عن ابن عباس في قوله { ويقولون طاعة } قال : هم أناس كانوا يقولون عند رسول الله A آمنا بالله ورسوله ليأمنوا على دمائهم وأموالهم { فإذا برزوا } من عند رسول الله { بيت طائفة منهم } يقول : خالفوا إلى غير ما قالوا عنده فعابهم الله وأخرج ابن جرير عنه قال : غير أولئك ما قاله النبي A