85 - { من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها } أصل الشفاعة والشفعة ونحوهما من الشفع وهو الزوج ومنه الشفيع لأنه يصير مع صاحب الحاجة شفعا ومنه ناقة شفوع : إذا جمعت بين محلبين في حلبة واحدة وناقة شفيع : إذا اجتمع لها حمل وولد يتبعها والشفع : ضم واحد إلى واحد والشفعة : ضم ملك الشريك إلى ملكه فالشفاعة : ضم غيرك إلى جاهك ووسيلتك فهي على التحقيق إظهار لمنزلة الشفيع عند المشفع واتصال منفعة إلى المشفوع له والشفاعة الحسنة هي في البر والطاعة والشفاعة السيئة في المعاصي فمن شفع في الخير لينفع فله نصيب منها أي من أجرها ومن شفع في الشر كمن يسعى بالنميمة والغيبة كان له كفل منها أي نصيب من وزرها والكفل : الوزر والإثم واشتقاقه من الكساء الذي يجعله الراكب على سنام البعير لئلا يسقط يقال اكتفلت البعير : إذا أدركت على سنامه كساء وركبت عليه لأنه لم يستعمل الظهر كله بل استعمل نصيبا منه ويستعمل في النصيب من الخير والشر ومن استعماله في الخير قوله تعالى { يؤتكم كفلين من رحمته } { وكان الله على كل شيء مقيتا } أي : مقتدرا قاله الكسائي وقال الفراء : المقيت الذي يعطي كل إنسان قوته يقال : قته أقوته قوتا وأقته أقيته إقاتة فأنا قائت ومقيت وحكى الكسائي أقات يقيت وقال أبو عبيدة : المقيت الحافظ قال النحاس : وقول أبي عبيدة لأنه مشتق من القوت والقوت معناه : مقدار ما يحفظ الإنسان وقال ابن فارس في المجمل : المقيت المقتدر والمقيت : الحافظ والشاهد وأما قول الشاعر : .
( ألي الفضل أم علي إذا حو ... سبت إني على الحساب مقيت ) .
فقال ابن جرير الطبري إنه من غير هذا المعنى