النجوى : السر بين الاثنين أو الجماعة تقول : ناجيت فلانا مناجاة ونجاء وهم ينتجون ويتناجون ونجوت فلانا أنجوه نجوى : أي ناجيته فنجوى مشتقة من نجوت الشيء أنجوه : أي خلصته وأفردته والنجوة من الأرض المرتفع لانفراده بارتفاعه عما حوله فالنجوى : المسارة مصدر وقد تسمى به الجماعة كما يقال قوم عدم قال الله تعالى { وإذ هم نجوى } فعلى الأول يكون الاستثناء منقطعا : أي لكل من أمر بصدقة أو متصلا على تقدير إلا نجوى من أمر بصدقة وعلى الثاني يكون الاستثناء متصلا في موضع خفض على البدل من كثير : أي لا خير في كثير إلا فيمن أم بصدقة وقد قال جماعة من المفسرين : إن النجوى كلام الجماعة المنفردة أو الاثنين سواء كان ذلك سرا أو جهرا وبه قال الزجاج قوله 114 - { بصدقة } الظاهر أنها صدقة التطوع وقيل إنها صدقة الفرض والمعروف صدقة التطوع والأول أولى والمعروف لفظ عام يشمل جميع أنواع البر وقال مقاتل : المعروف هنا القرض والأول أول ومنه قول الحطيئة : .
( من يفعل الخير لا يعدم جوازيه ... لا يذهب العرف بين الله والناس ) .
ومنه الحديث : [ كل معروف صدقة وإن من المعروف أن تلقى أخاك بوجه طلق ] وقيل : المعروف إغاثة الملهوف والإصلاح بين الناس عام في الدماء والأعراض والأموال وفي كل شيء يقع التداعي فيه قوله { ومن يفعل ذلك } إشارة إلى الأمور المذكورة جعل مجرد الأمر بها خيرا ثم رغب في فعلها بقوله { ومن يفعل ذلك } لأن فعلها أقرب إلى الله من مجرد الأمر بها إذ خيرية الأمر بها إنما هي لكونه وسيلة إلى فعلها قوله { ابتغاء مرضاة الله } علة للفعل لأن من فعلها لغير ذلك فهو غير مستحق لهذا المدح والجزاء بل قد يكون غير ناج من الوزر والأعمال بالنيات