والمراد بقوله : 56 - { ثم بعثناكم } الإحياء لهم لوقوعه بعد الموت وأصل البعث الإثارة للشيء من محله يقال : بعثت الناقة : أي أثرها ومنه قول امرئ القيس : .
( وإخوان صدق قد بعثت بسحرة ... فقاموا جميعا بين غاث ونشوان ) .
وقول عنترة : .
( وصحابة شم الأنوف بعثتهم ... ليلا وقد مال الكرى بطلاها ) .
وإنما عوقبوا بأخذ الصاعقة لهم لأنهم طلبوا ما لم يأذن الله به من رؤيته في الدنيا وقد ذهبت المعتزلة ومن تابعهم إلى إنكار الرؤية في الدنيا والآخرة وذهب من عداهم إلى جوازها في الدنيا والآخرة ووقوعها في الآخرة وقد تواترت الأحاديث الصحيحة بأن العباد يرون ربهم في الآخرة وهي قطيعة الدلالة لا ينبغي لمنصف أن يتمسك في مقابلها بتلك القواعد الكلامية التي جاء بها قدماء المعتزلة وزعموا أن العقل قد حكم بها دعوى مبينة على شفا جرف هار وقواعد لا يغتر بها إلا من لا يحظ من العلم النافع بنصيب وسيأتيك إن شاء الله بيان ما تمسكوا به من الأدلة القرآنية وكلها خارج عن محل النزاع بعيد من موضع الحجة وليس هذا موضع المقال في هذه المسألة