قوله : 8 - { وقالوا لولا أنزل عليه ملك } هذه الجملة مشتملة على نوع آخر من أنواع جحدهم لنبوته A وكفرهم بها : أي قالوا هلا أنزل الله عليك ملكا نراه ويكلمنا أنه نبي حتى نؤمن به ونتبعه ؟ كقولهم : { لولا أنزل إليه ملك فيكون معه نذيرا } { ولو أنزلنا ملكا لقضي الأمر } أي لو أنزلنا ملكا على الصفة التي اقترحوها بحيث يشاهدونه ويخاطبونه ويخاطبهم { لقضي الأمر } أي لأهلكناهم إذ لم يؤمنوا عند نزوله ورؤيتهم له لأن مثل هذه الآية البينة وهي نزول الملك على تلك الصفة إذا لم يقع الإيمان بعدها فقد استحقوا الإهلاك والمعالجة بالعقوبة { ثم لا ينظرون } أي لا يمهلون بعد نزوله ومشاهدتهم له وقيل إن المعنى : إن الله سبحانه لو أنزل ملكا مشاهدا لم تطق قواهم البشرية أن يبقوا بعد مشاهدته أحياء بل تزهق أرواحهم عند ذلك فيبطل ما أرسل الله له رسله وأنزل به كتبه من هذا التكليف الذي كلف به عباده { لنبلوهم أيهم أحسن عملا }