قوله : 28 - { بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل } هذا إضراب عما يدل عليه التمني من الوعد بالإيمان والتصديق : أي لم يكن ذلك التمني منهم عن صدق نية وخلوص اعتقاد بل هو لسبب آخر وهو أنه بدا لهم ما كانوا يخفون : أي يجحدون من الشرك وعرفوا أنهم هالكون بشركهم فعدلوا إلى التمني والمواعيد الكاذبة وقيل : بدا لهم ما كانوا يخفون من النفاق والكفر بشهادة جوارحهم عليهم وقيل : بدا لهم ما كانوا يكتمون من أعمالهم القبيحة كما قال تعالى : { وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون } وقال المبرد : بدا لهم جزاء كفرهم الذي كانوا يخفونه وهو مثل القول الأول وقيل المعنى : أنه ظهر للذين اتبعوا الغواة ما كان الغواة يخفون عنهم من أمر البعث والقيامة { ولو ردوا } إلى الدنيا حسبما تمنوا { لعادوا } لفعل ما نهوا عنه من القبائح التي رأسها الشرك كما عاين إبليس ما عاين من آيات الله ثم عاند { وإنهم لكاذبون } أي متصفون بهذه الصفة لا ينفكون عنها بحال من الأحوال ولو شاهدوا ما شاهدوا وقيل المعنى : وإنهم لكاذبون فيما أخبروا به عن أنفسهم من الصدق والإيمان وقرأ يحيى بن وثاب { ولو ردوا } بكسر الراء لأن الأصل رددوا فنقلت كسرة الدال إلى الراء وجملة { وإنهم لكاذبون } معترضة بين المعطوف وهو وقالوا وبين المعطوف عليه وهو لعادوا : أي لعادوا إلى ما نهوا عنه