قوله : 51 - { وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم } الإنذار : الإعلام والضمير في به راجع إلى ما يوحى وقيل إلى الله وقيل إلى اليوم الآخر وخص الذين يخافون أن يحشروا لأن الإنذار يؤثر فيهم لما حل بهم من الخوف بخلاف من لا يخاف الحشر من طوائف الكفر لجحوده به وإنكاره له فإنه لا يؤثر فيه ذلك قيل ومعنى يخافون : يعلمون ويتيقنون أنهم محشورون فيشمل كل من آمن بالبعث من المسلمين وأهل الذمة وبعض المشركين وقيل معنى الخوف على حقيقته والمعنى : أنه ينذر به من يظهر عليه الخوف من الحشر عند أن يسمع النبي A يذكره وإن لم يكن مصدقا به في الأصل لكنه يخاف أن يصح ما أخبر به النبي A فإن من كان كذلك تكون الموعظة فيه أنجع والتذكير له أنفع قوله : { ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع } الجملة في محل نصب على الحال : أي أنذر به هؤلاء الذين يخافون الحشر حال كونهم لا ولي لهم يواليهم ولا نصير يناصرهم ولا شفيع يشفع لهم من دون الله وفيه رد على من زعم من الكفار المعترفين بالحشر أن آباءهم يشفعون لهم وهم أهل الكتاب أو أن أصنامهم تشفع لهم وهم المشركون