قيل المراد بظلمات البر والبحر : شدائدهما قال النحاس : والعرب تقول يوم مظلم : إذا كان شديدا فإذا عظمت ذلك قالت : يوم ذو كوكب : أي يحتاجون فيه لشدة ظلمته إلى كوكب وأنشد سيبويه : .
( بني أسد هل تعلمون بلاءنا ... إذا كان يوم ذو كواكب أشنعا ) .
والاستفهام للتقريع والتوبيخ : أي من ينجيكم من شدائدهما العظيمة ؟ قرأ أبو بكر عن عاصم 63 - { خفية } بكسر الخاء وقرأ الباقون بضمها وهما لغتان وقرأ الأعمش { وخفية } من الخوف وجملة { تدعونه } في محل نصب على الحال : أي من ينجيكم من ذلك حال دعائكم له دعاء تضرع وخفية أو متضرعين ومخفين والمراد بالتضرع هنا : دعاء الجهر قوله : { لئن أنجيتنا } كذا قرأ أهل المدينة وأهل الشام وقرأ الكوفيون { لئن أنجانا } والجملة في محل نصب على تقدير القول : أي قائلين لئن أنجيتنا من هذه الشدة التي نزلت بنا وهي الظلمات المذكورة { لنكونن من الشاكرين } لك على ما أنعمت به علينا من تخليصنا من هذه الشدائد