وقرأ أهل الحرمين وأبو عمرو وعاصم واليسع مخففا وقرأ الكوفيون إلا عاصما بلامين وكذا قرأ الكسائي ورد القراءة الأولى ولا وجه للرد فهو اسم أعجمي والعجمة لا تؤخذ بالقياس بل تؤدي على حسب السماع ولا يمتنع أن يكون في الاسم لغتان للعجم أو تغيره العرب تغييرين قال المهدوي : من قرأ بلام واحدة فالاسم يسع والألف واللام مزيدتان كما في قول الشاعر : .
( رأيت الوليد بن اليزيد مباركا ... شديدا بأعباء الخلافة كاهله ) .
ومن قرأ بلامين فالاسم ليسع وقد توهم قوم أن اليسع هو إلياس وهو وهم فإن الله أفرد كل واحد منهما وقال وهب : اليسع صاحب إلياس وكانوا قبل يحيى وعيسى وزكريا وقيل إلياس هو إدريس وهذا غير صحيح لأن إدريس جد نوح وإلياس من ذريته وقيل إلياس هو الخضر وقيل لا بل اليسع هو الخضر { وكلا فضلنا على العالمين } أي كل واحد فضلناه بالنبوة على عالمي زمانه والجملة معترضة