هذا بيان نوع آخر من جهالاتهم وضلالاتهم والحجر بكسر أوله وسكون ثانيه في قراءة الجمهور وقرأ أبان بن عثمان حجر بضم الحاء والجيم وقرأ الحسن وقتادة بفتح الحاء وإسكان الجيم وقرأ ابن عباس وابن الزبير حرج بتقديم الراء على الجيم وكذا هو في مصحف أبي وهو من الحرج يقال : فلان يتحرج : أي يضيق على نفسه الدخول فيما يشتبه عليه والحجر على اختلاف القراءات فيه هو مصدر بمعنى اسم المفعول : أي محجور وأصله المنع فمعنى الآية : هذه أنعام وحرث ممنوعة يعنون أنها لأصنامهم لا يطعمها إلا من يشاءون بزعمهم وهم خدام الأصنام والقسم الثاني قولهم : 138 - { وأنعام حرمت ظهورها } وهي البحيرة والسائبة والحام وقيل : إن هذا القسم الثاني مما جعلوه لآلهتهم أيضا والقسم الثاني { أنعام لا يذكرون اسم الله عليها } وهي ما ذبحوا لآلهتهم فإنهم يذبحونها باسم أصنامهم لا باسم الله وقيل : إن المراد لا يحجون عليها افتراء على الله : أي للافتراء عليه { سيجزيهم بما كانوا يفترون } أي بافترائهم أو بالذي يفترونه ويجوز أن يكون افتراء منتصبا على أنه مصدر : أي افتروا افتراء أو حال : أي مفترين وانتصابه على العلة أظهر