@ 46 @ .
قال فبعث الله تعالى عليهم ريحا شديدة فلم تترك لهم خباء إلا قلعته ولا إناء إلا أكفأته .
وقلعت أوتاد خيولهم وجالت الخيول بعضها في بعض فقالوا فيما بينهم لقد بدا محمد بالسر فالنجاة النجاة .
فركب أبو سفيان جمله معقولا فما حل عقاله إلا بعد أن انبعث .
قال حذيفة ولو شئت أن أضربه بسيفي أو أطعنه برمحي لفعلت ولكن نهاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فترحلوا كلهم وذهبوا .
فرجع حذيفة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فحدثه عن العساكر وما فعل الله عز وجل بها .
فنزل ! 2 < يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم > 2 ! في الدفع عنكم ! 2 < إذ جاءتكم جنود > 2 ! من المشركين ! 2 < فأرسلنا عليهم ريحا > 2 ! شديدة ! 2 < وجنودا لم تروها > 2 ! من الملائكة .
وذلك أن الملائكة عليهم السلام كبرت حوالي العسكر حتى انهزموا حين هبت بهم الريح وهي ريح الصبا .
وروي عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبور ) ثم قال تعالى ! 2 < وكان الله بما تعملون بصيرا > 2 ! في أمر الخندق $ سورة الأحزاب 10 - 14 $ .
قوله عز وجل ! 2 < إذ جاؤوكم من فوقكم > 2 ! يعني أتاكم المشركون من فوق الوادي يعني طلحة بن خويلد الأسدي ! 2 < ومن أسفل منكم > 2 ! من قبل المغرب وهو أبو الأعور السلمي .
ويقال ! 2 < من فوقكم > 2 ! أي من قبل المشرق مالك بن عوف وعيينة بن حصن الفزاري ويهود بني قريظة .
! 2 < ومن أسفل منكم > 2 ! أبو سفيان .
فلما رأوا ذلك ! 2 < وإذ زاغت الأبصار > 2 ! يعني شخصت الأبصار فرقا يعني أبصار المنافقين لأنهم أشد خوفا كأنهم خشب مسندة ! 2 < وبلغت القلوب الحناجر > 2 ! خوفا هذا على وجه المثل .
ويقال اضطراب القلب يبلغ الحناجر ويقال إذا خاف الإنسان تنتفخ الرئة وإذا انتفخت الرئة يبلغ القلب الحنجرة .
ويقال للجبان منتفخ الرئة .
! 2 < وتظنون بالله الظنونا > 2 ! يعني الإياس من النصرة .
يعني ظننتم أن لن ينصر الله عز وجل محمدا صلى الله عليه وسلم .
قرأ ابن كثير والكسائي وعاصم في رواية حفص الظنون بالألف عند الوقف ويطرحونها عند الوصل .
وكذلك في قوله ! 2 < وأطعنا الرسولا > 2 ! [ الأحزاب 66 ] ^ فأضلونا