@ 177 @ .
قوله تعالى ! 2 < إنك ميت وإنهم ميتون > 2 ! ذلك أن كفار قريش قالوا ! 2 < نتربص به ريب المنون > 2 ! [ الطور 30 ] يعني ننتظر موت محمد عليه السلام فنزل ! 2 < إنك ميت وإنهم ميتون > 2 ! يعني أنت ستموت وهم سيموتون .
ويقال ! 2 < إنك ميت وإنهم ميتون > 2 ! يعني إنك لميت لا محالة وإنهم لميتون لا محالة والشيء إذا قرب من الشيء سمي باسمه .
فالخلق كلهم إذا كانوا بقرب من الموت فكل واحد منهم يموت لا محالة فسماهم ميتين .
! 2 < ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون > 2 ! أي تتكلمون بحججكم .
الكافر مع المؤمن والظالم مع المظلوم .
فإن قيل قد قال في آية أخرى ! 2 < لا تختصموا لدي > 2 ! [ ق 28 ] قيل له إن في يوم القيامة ساعات كثيرة وأحوالها مختلفة مرة يختصمون ومرة لا يختصمون .
كما أنه قال فهم لا يتساءلون وقال في آية أخرى ! 2 < وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون > 2 ! [ الصافات 27 ] يعني في حال يتساءلون وفي حال لا يتساءلون وهذا كما قال في موضع آخر ^ فيومئذ لا يسئل عن ذنبه إنس ولا جان ^ [ الرحمن 39 ] وقال في آية أخرى ^ فوربك لنسئلنهم أجمعين ^ [ الحجر 92 ] وكما قال في آية أخرى لا يتكلمون وفي آية أخرى أنهم يتكلمون ونحو هذا كثير في القرآن .
وروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ( لا تزال الخصومة بين الناس يوم القيامة حتى تتخاصم الروح والجسد فيقول الجسد إنما كنت بمنزلة جزع ملقى لا أستطيع شيئا .
وتقول الروح إنما كنت ريحا لا أستطيع أن أعمل شيئا .
فضرب لهما مثل الأعمى والمقعد فحمل الأعمى المقعد فيدله المقعد ببصره ويحمله الأعمى برجليه ) .
وقال أبو جعفر الرازي عن الربيع عن أنس قال سألت أبا العالية عن قوله ! 2 < لا تختصموا لدي > 2 ! ثم قال ! 2 < ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون > 2 ! فكيف هذا قال أما قوله ^ لا تختصمون لدي ^ فهو لأهل الشرك وأما قوله ! 2 < ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون > 2 ! فهو لأهل القبلة يختصمون في مظالم ما بينهم $ سورة الزمر 32 - 35 $ .
قوله تعالى ! 2 < فمن أظلم > 2 ! يعني فلا أحد أظلم ! 2 < ممن كذب على الله > 2 ! بأن معه شريكا ! 2 < وكذب بالصدق إذ جاءه > 2 ! يعني بالقرآن والتوحيد .
ويقال ! 2 < وكذب بالصدق > 2 ! يعني بالصادق وهو النبي صلى الله عليه وسلم ! 2 < أليس في جهنم مثوى للكافرين > 2 ! يعني مأوى للذين يكفرون بالقرآن