@ 351 @ $ سورة القمر 9 - 14 $ .
ثم عزى نبيه صلى الله عليه وسلم ليصبر على أذى قومه كما لقي الرسل من قومهم فقال عز وجل ! 2 < كذبت قبلهم > 2 ! يعني قبل قومك يا محمد ! 2 < قوم نوح > 2 ! حين أتاهم بالرسالة ! 2 < فكذبوا عبدنا > 2 ! نوحا ! 2 < وقالوا مجنون > 2 ! يعني قالوا لنوح إنك مجنون ! 2 < وازدجر > 2 ! يعني أوعد بالوعيد .
ويقال صاحوا به حتى غشي عليه .
وقال القتبي ! 2 < وازدجر > 2 ! أي زجر وهو افتعل من ذلك .
فلما ضاق صدره ! 2 < فدعا ربه أني مغلوب > 2 ! يعني مقهور فيما بينهم ! 2 < فانتصر > 2 ! يعني أعني عليهم بالعذاب فأجابه الله كما في سورة الصافات ! 2 < ولقد نادانا نوح فلنعم المجيبون > 2 ! [ الصافات 75 ] .
قوله عز وجل ! 2 < ففتحنا أبواب السماء > 2 ! يعني طرق السماء ! 2 < بماء منهمر > 2 ! يعني منصبا كثيرا .
وقال القتبي ! 2 < بماء منهمر > 2 ! أي كثير سريع الانصباب .
ومنه يقال همر الرجل إذا أكثر من الكلام وأسرع فيه .
قرأ ابن عامر ! 2 < ففتحنا > 2 ! بتشديد التاء على تكثير الفعل وقرأ الباقون بالتخفيف لأنها فتحت فتحا واحدا .
قوله عز وجل ! 2 < وفجرنا الأرض عيونا > 2 ! يعني أخرجنا من الأرض عيونا مثل الأنهار الجارية ! 2 < فالتقى الماء > 2 ! يعني ماء السماء وماء الأرض ! 2 < على أمر قد قدر > 2 ! يعني على وقت قد قضى ! 2 < وحملناه > 2 ! يعني حملنا نوحا ! 2 < على ذات ألواح > 2 ! يعني على سفينة قد اتخذت بألواح ! 2 < ودسر > 2 ! يعني سفينة قد شدت بالمسامير .
وقال بعضهم كانت سفينة نوح من صاج وقال بعضهم من خشب شمشاذ ويقال من الجوز .
وقال القتبي الدسر المسامير واحدها دسار وهي أيضا الشريط الذي يشد بها السفينة .
ثم قال ! 2 < تجري بأعيننا > 2 ! يعني تسير السفينة بمنظر منا وأمرنا .
ويقال بمرأى وحفظ منا .
وقال الزجاج في قوله ! 2 < فالتقى الماء > 2 ! ولم يقل الماءان لأن الماء اسم لجميع ماء السماء وماء الأرض .
فلو قال ماءان لكان جائزا لكنه لم يقل .
ثم قال ! 2 < جزاء لمن كان كفر > 2 ! يعني الحمل على السفينة ثواب لنوح الذي كفر به قومه .
وقرأ بعضهم ! 2 < جزاء لمن كان كفر > 2 ! بالنصب يعني الغرق عقوبة لمن كذب بالله تعالى وبنوح $ سورة القمر 15 - 17 $