@ 352 @ .
قوله تعالى ! 2 < ولقد تركناها آية > 2 ! أي سفينة نوح أبقيناها عبرة للخلق .
وقال بعضهم يعني تلك السفينة بعينها كانت باقية على الجبل إلى قريب من خروج النبي صلى الله عليه وسلم .
وقال بعضهم يعني جنس السفينة صارت عبرة لأن الناس لم يعرفوا قبل ذلك سفينة فاتخذت الناس السفن بعد ذلك في البحر فلذلك كانت آية للناس .
ثم قال ! 2 < فهل من مدكر > 2 ! يعني هل من معتبر يعتبر بما صنع الله تعالى بقوم نوح فيترك المعصية ويقال ! 2 < فهل من مدكر > 2 ! متعظ يتعظ بأنه حق ويؤمن به .
وقال أهل اللغة أصل ! 2 < مدكر > 2 ! مفتعل من الذكر فأدغمت الذال في التاء ثم قلبت دالا مشددة .
ثم قال ! 2 < فكيف كان عذابي ونذر > 2 ! يعني كيف رأيت عذابي وإنذاري لمن أنذرهم الرسل فلم يؤمنوا والنذر بمعنى الإنذار .
قوله عز وجل ! 2 < ولقد يسرنا القرآن > 2 ! يعني هونا القرآن ! 2 < للذكر > 2 ! يعني للحفظ .
ويقال هونا قراءاته .
وروى الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( لولا قول الله تعالى ! 2 < ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر > 2 ! ما طاقت الألسن أن تتكلم به ) ويقال هوناه لكي يذكروا به .
ثم قال ! 2 < فهل من مدكر > 2 ! يعني متعظ يتعظ بما هون من قراءة القرآن .
وروى الأسود عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال قرأت على النبي صلى الله عليه وسلم ! 2 < فهل من مدكر > 2 ! بالذال فقال النبي صلى الله عليه وسلم ! 2 < فهل من مدكر > 2 ! يعني بالدال $ سورة القمر 18 - 22 $ .
قوله تعالى ! 2 < كذبت عاد > 2 ! يعني كذبوا رسولهم هود ! 2 < فكيف كان عذابي ونذر > 2 ! يعني أليس وجوده حقا وثابتا ! 2 < ونذر > 2 ! جمع نذير قال القتبي النذر جمع النذير والنذير بمعنى الإنذار مثل النكير بمعنى الإنكار يعني كيف كان عذابي وإنكاري .
ثم بين عذابه فقال عز وجل ! 2 < إنا أرسلنا عليهم ريحا صرصرا > 2 ! يعني سلطنا عليهم ريحا باردة ! 2 < في يوم نحس مستمر > 2 ! يعني شديدة استمرت عليهم لا تفتر عنهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما دائمة ! 2 < تنزع الناس > 2 ! يعني تنزع أرواحهم من أجسادهم وهذا قول مقاتل .
ويقال ! 2 < في يوم نحس > 2 ! يعني يوم مشؤوم عليهم ! 2 < مستمر > 2 ! يعني استمر عليهم بالنحوسة .
وقال القتبي الصرصر ريح شديدة ذات صوت تنزع الناس يعني تقلعهم من مواضعهم .
! 2 < كأنهم أعجاز نخل منقعر > 2 ! يعني صرعهم فكبهم على وجوههم كأنهم أصول نخل منقلعة من