@ 193 @ أراد به الزكاة المفروضة وقال بعضهم صدقة التطوع ثم بين لهم أن الدنيا فانية وأنه في الآخرة لا ينفعهم شيء إلا ما قدموه فقال ! 2 < من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه > 2 ! يقول لا فداء فيه ! 2 < ولا خلة > 2 ! يعني لا صداقة وهذا كما قال في آية أخرى ! 2 < مستكبرين به سامرا تهجرون > 2 ! الزخرف 67 ! 2 < ولا شفاعة > 2 ! للكافرين كما تكون في الدنيا .
قرأ ابن كثير وأبو عمرو ! 2 < لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة > 2 ! بالنصب وكذلك في سورة إبراهيم ! 2 < لا بيع فيه ولا خلال > 2 ! وقرأ الباقون بالضم مع التنوين .
ثم قال عز وجل ! 2 < والكافرون هم الظالمون > 2 ! يظلمون أنفسهم والظلم في اللغة وضع الشيء في غير موضعه وكان المشركون يقولون الأصنام شركاؤه وهم شفعاؤنا عند الله فوحد الله نفسه فقال $ سورة البقرة الآية 255 $ .
قال عز وجل ! 2 < الله لا إله إلا هو الحي القيوم > 2 ! يقول لا خالق ولا رازق ولا معبود إلا هو ويقال الإثبات إذا كان بعد النفي فإنه يكون أبلغ في الإثبات فلهذا قيل لا إله إلا الله فبدأ بالنفي ثم استثنى الإثبات فيكون ذلك أبلغ في الإثبات ! 2 < الحي القيوم > 2 ! يقول ! 2 < الحي > 2 ! الذي لا يموت ويقال ! 2 < الحي > 2 ! الذي لا بدئ له يعني لا ابتداء له ! 2 < القيوم > 2 ! يعني القائم على كل نفس بما كسبت ويقال القائم بتدبير أمر الخلق في إنشائهم ورزقهم ومعنى القائم هو الدائم .
قوله تعالى ! 2 < لا تأخذه سنة ولا نوم > 2 ! روي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال السنة والنوم كلاهما واحد ولكنه أول ما يدخل في الرأس يقال له سنة ويكون بين النائم واليقظان فإذا وصل إلى القلب صار نوما ويقال معناه أنه ليس بغافل عن أمور الخلق فيكون النوم على وجه الكناية وقال بعضهم هو على ظاهره أنه مستغن عن النوم .
وروي في بعض الأخبار أن موسى بن عمران عليه السلام حين رفع إلى السماء سأل بعض الملائكة أينام ربنا وقال بعضهم خطر ذلك بقلبه ولم يتكلم به فأمره الله تعالى أن يأخذ زجاجتين في يده وأمره بأن يحفظهما ثم ألقى عليه النوم فلم يملك نفسه حتى نام فانكسرت الزجاجتان في يده فقال له يا موسى لو كان لي نوم لهلكت السموات والأرض أسرع من كسر الزجاجتين في يدك فذلك قوله تعالى ! 2 < لا تأخذه سنة ولا نوم > 2 ! .
ثم قال تعالى ! 2 < له ما في السماوات وما في الأرض > 2 ! كلهم عبيده وإماؤه وهو مستغن عن الشريك ويقال معناه أن كل ما في السموات والأرض يدل على وحدانيته