@ 205 @ للصدقة ومن قرأ بالضم فهو على المستقبل يعني إن تعلنوا الصدقات فحسن ! 2 < وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم > 2 ! من صدقة العلانية .
فأما صدقة التطوع فقد اتفقوا أن الصدقة في السر أفضل وأما الزكاة المفروضة قال بعضهم السر أفضل لأنه أبعد من الرياء وقال بعضهم العلانية أفضل لأن الزكاة من شعائر الدين فكل ما كان أظهر كان أفضل كالصلوات الخمس والجمعة والعيدين ولأن في ذلك زيادة رغبة لغيره في أداء الزكاة .
ثم قال تعالى ! 2 < والله بما تعملون خبير > 2 ! يعني فيما تصدقتم في السر والعلانية يعلمه ويتقبل منكم ويكون في ذلك كفارة سيئاتكم ويعطي ثوابكم في الآخرة $ سورة البقرة الآيات 272 - 274 $ .
قوله تعالى ! 2 < ليس عليك هداهم > 2 ! وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم مكة لعمرة القضاء وخرجت معه أسماء بنت أبي بكر فجاءتها أمها قتيلة وجدها أبو قحافة فسألا منها حاجة فقالت لا أعطيكما شيئا حتى أستأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنكما لستما على ديني فاستأمرت رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلت هذه الآية ! 2 < ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء > 2 ! يعني يوفق من يشاء لدينه فإن قيل قد قال في آية أخرى ! 2 < وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم > 2 ! الشورى 52 وقال هاهنا ! 2 < ليس عليك هداهم > 2 ! قيل له إنما أراد به هناك الدعوة وهاهنا أراد به الهدى خاصة وهو التوفيق إلى الهدى .
ثم قال تعالى ! 2 < وما تنفقوا من خير فلأنفسكم > 2 ! يعني ما تنفقوا من مال فثوابه لأنفسكم إذا تصدقتم على الكفار أو على المسلمين .
وروي عن عمر بن الخطاب أنه رأى رجلا من أهل الذمة يسأل على أبواب المسلمين فقال ما أنصفناك أخذنا منك الجزية ما دمت شابا ثم ضيعناك بعدما كبرت وضعفت فأمر بأن يجري عليه قوته من بيت المال .
ثم قال تعالى ! 2 < وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله > 2 ! يعني لا تنفقوا إلا ابتغاء ثواب الله ثم قال تعالى ! 2 < وما تنفقوا من خير يوف إليكم > 2 ! يعني يوف ثوابكم ! 2 < وأنتم لا تظلمون > 2 ! يعني