@ 340 @ نزلت في شأن ثعلبة بن حاطب كانت بينه وبين الزبير بن العوام خصومة فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم للزبير فخرجا من عنده فمرا على المقداد بن الأسود فقال المقداد لمن كان القضاء يا ثعلبة فقال ثعلبة قضى لابن عمته الزبير ولوى شدقه على وجه الاستهزاء فنزلت هذه الآية ! 2 < فكيف إذا أصابتهم مصيبة بما قدمت أيديهم > 2 ! أي يليه شدقه فلما نزلت هذه الآية أقبل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتذر إليه ويحلف وهو قوله ! 2 < ثم جاؤوك يحلفون بالله إن أردنا إلا إحسانا > 2 ! يعني ما أردنا إلا الإحسان في المقالة ! 2 < وتوفيقا > 2 ! يقول صوابا وقال الضحاك ومقاتل نزلت في شأن الذين بنوا مسجد الضرار فلما أظهر الله تعالى نفاقهم وأمر بهدم المسجد حلفوا للرسول صلى الله عليه وسلم دفعا عن أنفسهم ما أردنا ببناء المسجد إلا طاعة الله تعالى وموافقة الكتاب .
قوله تعالى ! 2 < أولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم > 2 ! من الضمير وقال الزجاج معناه قد علم الله أنهم منافقون والفائدة لنا أن اعلموا أنهم منافقون قال ومعنى قوله ! 2 < وتوفيقا > 2 ! أي طلبا لما وافق الحق .
ثم قال تعالى ! 2 < فأعرض عنهم > 2 ! ولا تعاقبهم ! 2 < وعظهم > 2 ! بلسانك ! 2 < وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا > 2 ! يعني خوفهم وهددهم إن فعلتم الثانية عاقبتكم وقال مقاتل تقدم إليهم تقديما وثيقا ثم نسخ بقوله ^ يأيها النبي جهد الكفار والمنفقين واغلظ عليهم ^ سورة التوبة 73 $ سورة النساء الآيات 64 - 65 $ .
قوله تعالى ! 2 < وما أرسلنا من رسول > 2 ! و ^ من ^ صلة فكأنه قال وما أرسلنا رسولا ! 2 < إلا ليطاع بإذن الله > 2 ! لكي يطاع بأمر الله ثم قال ! 2 < ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم > 2 ! بصنيعهم ! 2 < جاؤوك > 2 ! بالتوبة ! 2 < فاستغفروا الله > 2 ! لذنوبهم ! 2 < واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما > 2 ! متجاوزا .
قوله تعالى ! 2 < فلا وربك لا يؤمنون > 2 ! كقول القائل لا والله لا يؤمنون ! 2 < حتى يحكموك > 2 ! يعني حتى يقروا ويرضوا بحكمك يا محمد ! 2 < فيما شجر بينهم > 2 ! يعني فيما اختلفوا فيه ويقال تشاجرا أي اختلفا ويقال فيما التبس عليهم .
قال الفقيه حدثنا الخليل بن أحمد قال حدثنا الديبلي قال حدثنا أبو عبيد الله عن سفيان عن عمرو عن رجل من ولد أم سلمة عن أم سلمة أنها قالت كان بين الزبير بن العوام وبين رجل خصومه فقضى النبي صلى الله عليه وسلم للزبير فقال الرجل إنما قضى له لأنه ابن عمته