@ 385 @ .
ثم قال تعالى ! 2 < ولا تقولوا على الله إلا الحق > 2 ! يعني لا تصفوا بالله بما لا يليق بصفاته فإن الله تعالى واحد لا شريك له ولا ولد له .
ثم قال تعالى ! 2 < إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم > 2 ! وهو قوله ! 2 < كن فيكون > 2 ! سورة النحل 40 ثم قال ! 2 < وروح منه > 2 ! قال ابن عباس في رواية الكلبي يعني أمر منه فأتاها جبريل فنفخ في جيب درعها فدخلت تلك النفخة بطنها فحملت بعيسى ثم وصل إلى عيسى ابن مريم فتحرك في بطنها وأمه أمة الله تعالى .
ثم قال تعالى ! 2 < فآمنوا بالله ورسله > 2 ! يعني صدقوا بوحدانية الله تعالى وبما جاءكم به الرسل من الله تعالى ! 2 < ولا تقولوا ثلاثة > 2 ! يعني لا تقولوا إن الله ثالث ثلاثة ثم قال ! 2 < انتهوا خيرا لكم > 2 ! يقول توبوا إلى الله تعالى من مقالتكم فالتوبة خير لكم من الإصرار على الكفر .
ثم قال تعالى ! 2 < إنما الله إله واحد > 2 ! ثم نزه نفسه عما قال الكفار فقال ! 2 < سبحانه أن يكون له ولد > 2 ! ثم قال ^ وله ما في السموات وما في الأرض ^ من الخلق ! 2 < وكفى بالله وكيلا > 2 ! يعني كفيلا ويقال شاهدا ولا شاهد أفضل من الله تعالى $ سورة النساء 172 - 173 $ .
قوله تعالى ! 2 < لن يستنكف المسيح > 2 ! يعني لن يتعظم ولن يأنف ولن يتكبر ويقال لن يحتشم ! 2 < أن يكون عبدا لله > 2 ! وذلك ان وفد نجران أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وناظروه في أمر عيسى عليه السلام فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم كان عبد الله ورسوله فقالوا لا تقل هكذا فإن عيسى يأنف عن هذا القول فنزل تكذيبا لقولهم ! 2 < لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله > 2 ! يعني كان عيسى مقرا بالعبودية ثم قال ! 2 < ولا الملائكة المقربون > 2 ! يعني حملة العرش لم يأنفوا عن الإقرار بالعبودية وقال مقاتل الملائكة المقربون أقرب إليه فلم يأنفوا عن عبادته فكيف يأنف عيسى عليه السلام عن عبادته وهو عبد من عباده .
ثم قال تعالى ! 2 < ومن يستنكف > 2 ! يعني يتعظم ! 2 < عن عبادته ويستكبر > 2 ! والاستكبار هو الاستنكاف يقال استنكف واستكبر يعني استكبر عن طاعته ! 2 < فسيحشرهم إليه جميعا > 2 ! يأمر بهم إلى النار .
ثم قال عز وجل ! 2 < فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات > 2 ! يعني الطاعات فيما بينهم وبين ربهم ! 2 < فيوفيهم أجورهم > 2 ! يعني يوفر لهم ثواب أعمالهم ! 2 < ويزيدهم من فضله > 2 ! يعني من رزقه في الجنة